MENU

الثلاثاء، 18 فبراير 2025

مصطلح "أموية سورية" والمعنى الحقيقي وراءه


مصطلح "أموية سورية" والمعنى الحقيقي وراءه


مصطلح "أموية سورية" أثار جدلًا عند البعض، لكنه في جوهره ليس مجرد وصف زمني، بل يحمل بعدًا حضاريًا وثقافيًا عميقًا.

1. المعنى الحقيقي لـ"أموية سوريا"

·      عصر ذهبي حضاري: يُشير إلى الفترة التي كانت فيها دمشق عاصمة العالم الإسلامي، ومركزًا للعلوم، الفنون، والإدارة الحديثة.

·      الهوية السورية الجامعة: يعكس كيف كانت سوريا في العصر الأموي مهدًا للتنوع الثقافي والتسامح الديني، حيث تعايشت مختلف الشعوب والطوائف.

·      إرثٌ علميٌّ وإنسانيٌّ: ساهمت الدولة الأموية في ترسيخ اللغة العربية، تطوير الطب، الفلك، والهندسة، مما جعلها فترة مؤثرة في تطور البشرية.

·      الريادة السياسية والإدارية: كانت سوريا مركز الإدارة الأولى للدولة الإسلامية بنظام دواوين متطور، ونظام بريد، وسكٍّ للعملة.

 

2. لماذا أزعج المصطلح البعض؟

·      خلط بين التاريخ والسياسة: هناك من يربط "الأموية" بالصراع التاريخي بين الفرق الإسلامية، مما يجعل البعض يراها انحيازًا لطرف دون آخر.

·      الخوف من الإقصاء: البعض يرى في المصطلح تركيزًا على مرحلة معينة دون غيرها من المراحل التاريخية التي شكلت هوية سوريا.

·      التفسير القاصر: هناك فهم خاطئ بأن "أموية سوريا" تعني انتماءها الحصري لتلك الفترة، بينما الحقيقة أنها تعني الاعتزاز بإحدى أزهى عصورها دون إلغاء بقية العصور.

 

3.  كيف نفهم "أموية سوريا" بشكل صحيح؟

·      ليس مصطلحًا إقصائيًا، بل تعبير عن مرحلة أحدثت نقلات كبرى في الفكر والعلم.

·      لا يعني نفي الحضارات الأخرى، بل الإشادة بفترة تاريخية تركت إرثًا عالميًا.

·      هو امتداد للإرث السوري العريق الذي يشمل الآراميين، الفينيقيين، والرومان وغيرهم.

 

4. العلاقة مع الأقليات في العصر الأموي: بين التسامح والتحديات

العصر الأموي (661-750م) كان مرحلة مفصلية في التاريخ الإسلامي، شهدت توسعًا كبيرًا واحتكاكًا متزايدًا مع أقليات دينية وعرقية مختلفة. ورغم وجود تحديات سياسية ودينية، فإن النهج العام كان قائمًا على التسامح والتعايش، خاصة في المناطق التي ضمت تنوعًا سكانيًا واسعًا مثل سورية، الأندلس، ومصر

 

5. الأقليات الدينية في الدولة الأموية

·      عُومل المسيحيون واليهود وفق نظام "أهل الذمة"، الذي منحهم حرية العبادة والتنقل.

·      عاش العديد من المسيحيين في دمشق، حلب، والقدس، وساهموا في الطب، الترجمة، والإدارة

·      كان للأمويين مستشارون وأطباء من المسيحيين، مثل سرجون بن منصور جدّ القديس يوحنا الدمشقي.

·      استمرت الكنائس والمعابد قائمة، بل وتم تجديد بعضها خلال العهد الأموي.

·      في الأندلس، تعايش المسلمون والمسيحيون واليهود، مما أدى إلى ازدهار ثقافي وعلمي لاحقًا.

 

الخاتمة

"أموية سورية" ليست شعارًا سياسيًا، بل وصفٌ لحقيقة أن دمشق كانت قلب العالم الإسلامي، ومركزًا للنهضة العلمية والثقافية. من المهم فهم المصطلح بعيدًا عن التفسيرات الضيقة، والنظر إليه كجزء من الهوية التاريخية العريقة لسورية.

حيث كان العصر الأموي منفتحًا على التنوع الديني والثقافي، وسوريا الأموية كانت نموذجًا للتعددية.
 
كما ساهمت الأقليات في النهضة العلمية والفكرية للدولة، خاصة في الطب، الترجمة، والفلك.
رغم بعض التمييز الإداري، إلا أن التسامح كان القاعدة العامة، مما جعل دمشق مركزًا عالميًا للعلم والثقافة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق